تقاليد الزواج للابناء المسلمين لقومية هوي الصينية
يعتبر الزواج بالنسبة للأبناء المسلمين لقومية هوي الصينية إحدى أهم المناسبات في حياتهم، ويشبه كثير من المسلمين المسنين تزويج أبنائهم بإنزال الأعباء عن كواهلهم تعبيرا عن الالتزام بمسئولياتهم إزاء أبنائهم. لذلك يهتم جميع المسلمين بهذه المناسبة المهيبة. وبسبب انتشار مسلمي هذه القومية في مختلف أنحاء البلاد، تختلف عادات ومراسيم الزواج باختلاف المناطق وظروفها الواقعية، لكن معظم تقاليد الزواج للمسلمين الصينيين تتفق مع طقوس الدين الإسلامي وتعليماته لا سيما يتعلق بدفع المهر وتقديم الهدايا وتحديد موعد حفلة الزواج ومراسيمها وغيرها من الأنشطة الأخرى .
هناك كلام يردده المسلمون الصينيون يقول "الورد يلفت أنظار الجميع "، هذا يعني أن الفتاة في العائلة المسلمة عندما تبلغ سبعة عشر عاما من عمرها أي سن الرشد تبدأ العائلات الأخرى التي ترضي بها ايفاد الوسطاء إلى أبويها لخطبتها. وفي معظم الأحوال، وقبل زيارة أسرة الفتاة يستعد الوسيط معه هدية تتكون من الشاي والحلويات وغيرهما، وأثناء اللقاء في بيت الفتاة يطلع الوسيط أبوي الفتاة على جميع الأحوال والمعلومات المتعلقة بعائلة الشاب بما فيها صورته وخصائصه الشخصية ومستواه الثقافي وأحواله الصحية وغيرها. وبعد حصل الوسيط على الموافقة الأولية من والدي الفتاة، ثم ينظم لقاءا بين الفتاة والشاب في مكان يتفق عليه الجانبان، كما يمكنه إذا إرتضى الطرفان أن ينظم لقاءا رسميا بحضور أفراد العائلتين، تتبادلان من خلاله الهدايا وتتجاذبان الأحاديث عما يتعلق بالخطوبة بين الشاب والفتاة. ومع التطور الاجتماعي بدأ كثير من الشباب والفتيات يؤمنون بحرية الاختيار عن الحب. ولكنهم ما زالوا يلجأون لطلب مساعدة الوسطاء الذين يلعبون دور الجسر فيما بين الجانبين وعائلتيهما. ومهما كانت أشكال اللقاء فبمجرد حصول رضا الجانبين واتفاقهما على إقرار علاقة الحب فسيبدأ الاستعداد لعقد الخطوبة .
يطلق المسلمون الصينيون على عقد الخطوبة اسم " السلام " أو" المبروك " ودائما ما تجري الخطوبة في يوم الجمعة حيث يحمل والدا الشاب الهدايا التي تضم الشاي بعدة أنواعه والحلويات والفواكه والعنب المجفف والفول السوداني والسمسم وغيرها ويتوجهان بها إلى بيت الفتاة، بينما يحمل الشاب أزياء جميلة وجديدة باعتبارها هدية خاصة للفتاة، أما عائلة الفتاة فتقوم بإعداد وجبة طعام فاخرة تضم أصنافا كثيرة وشهية لتكريم الضيوف. وأثناء حضورهم المأدبة، يتبادل المضيف والضيوف أمام جميع الحضور التحية الرسمية ويقول بعضهما للبعض:" السلام عليكم عند الخطوبة". وبهذا الأسلوب يتم عقد الخطوبة رسميا بين العائلتين.
من المعتاد أن يكون حجم المهر الذي ستقدمه عائلة الشاب لعائلة الفتاة غير محدد، بل يختلف باختلاف الظروف الاقتصادية لعائلات الشباب. وفي قديم الزمان كان حجم المهر لا يقل عن قيمة خمسين غراما من الفضة الخالصة ويمثل هذا التحديد مجرد أحد القيود الاقتصادية بالنسبة لعائلة الشاب لزيادة اهتمامها بقضية الخطوبة والزواج، لأن المهر لا يمكن استعادته من قبل عائلة الشاب حتى لو غيّر رأيه في قضية الزواج.
دائما ما تقام حفلة الزواج للمسلمين الصينيين في يوم الجمعة أو قبله بيوم واحد. وقبل حفلة الزواج بيومين يذهب العريس إلى بيت العروس لإهدائهم الهدايا التي تختلف أنواعها باختلاف المناطق. وفي صبيحة يوم الزواج تلبس العروس بدلة من الأزياء التقليدية باللون الأحمر الذي يرمز إلى البركة والإزدهار، ثم تركب العربة أو المحفة متوجهة إلى بيت العريس. وقبل وصولها، يجب أن يستقبلها العريس في منتصف الطريق مع تقديم التحية لأفراد عائلة العروس، ثم يرافقهم في السير مشيا على الأقدام حتى يصلون إلى بيت العريس، ويدخلون إلى قاعة الحفلة من طريق فرش عليه السجاد الأحمر.
وبعد بدء حفلة الزواج يجلس الجميع حول الموائد، ثم يدعو المضيف إماما إلى إعلان افتتاح الحفلة. ويؤدي الإمام أولا تلاوة سطور من القرآن الكريم ثم يوجّه بعض التعليمات المتعلقة بمسئوليات الزواج والحياة العائلية للعروسين ثم يعلن بصفته شاهد الزواج عقد الزواج رسميا بين العروسين. وبعد أن يعبر العروسان عن شكرهما للإمام يدخلان إلى غرفتهما الجديدة برفقة ممثلي أفراد العائلتين الذين ينثرون عليهما اليهما التمور والجوز والفول السوداني والحلويات التي ترمز كلها إلى السعادة والبركة وإنجاب الأولاد في وقت مبكر.
تستمر الحفلة دائما حتى المساء حيث يتناول الجميع العشاء الذي تتخذ الشعرية أهم أصنافه لأنها ترمز إلى السعادة الطويلة والإزدهار المستمر في أنظار المسلمين الصينيين. ثم ينظم الشباب والفتيات من أفراد عائلتي العروسين أو أصدقائهما بعض الرقصات والالعاب الترفيهية لزيادة السرور والفرح في هذا اليوم السعيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق